728 x 90

ليبيا وتغير التوازنات

ليبيا وتغير التوازنات

مثَّلت الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، في نهاية شهر أغسطس 2022 ، الفصل الأكثر عنفًا من الصراع الدائر بين قوات موالية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى موالية لفتحي باشاغا. وساهمت المبادرة بالهجوم من طرف قوات الدبيبة ضد الجيوب الموالية لباشاغا داخل العاصمة في تحقيق تقدم سريع وإرباك المليشيات الموالية لباشاغا وإجبارها على التراجع، وتعيد الاشتباكات الأخيرة، وهي المحاولة الثالثة التي تقوم بها قوات موالية لباشاغا لدخول العاصمة، طرح تساؤلات حول آفاق المشهدَين السياسي والأمني في ليبيا، وسُبل الخروج من الأزمة السياسية المستمرة التي تعرفها ليبيا.

حرب طرابلس الأخيرة:

إن العملية الانقلابية التي قادها باشاغا والتي شهدتها طرابلس مؤخرا تختلف عن سابقاتها. فحالة التعبئة العسكرية كانت كبيرة، والتصريحات والبيانات التي سبقتها كانت كثيفة، بما فيها البيانات الدولية والأممية التي حذّرت من التحشيد العسكري على تخوم العاصمة وداخلها. وبالتالي، فإن نتائجها تبدو شبه نهائية، وأولها خسارة فادحة لطرف باشاغا، وربما لن يكون بمقدوره تكرار محاولاته مجدداً. كما جاءت النتائج لمصلحة الدبيبة الذي عزّز من وجوده في السلطة، بعدما فشلت كل المحاولات لاجتثاثه.

ولا تبدو حالة الغموض التي تعيشها ليبيا، اليوم، سوى إعادة الأطراف لحساباتها لبناء وجود جديد لها في الوضع الذي أفرزته حرب طرابلس. ومن هذه الأطراف، حفتر، الذي استبق كل شيء وأكد، على لسان المسماري، أن.» هو من سيستطيع تمثيل الحكومة الليبية « من سيتمركز في العاصمة وعاوة على ما في هذا التصريح من نبذ لقرارات مجلس النواب بشأن شرعية حكومة باشاغا، فهو بمثابة إعان لتقارب جديد مع الدبيبة، ولا سيما أن هذا التقارب ليس الأول. فقد سبق ذلك تقارب لهما من بوابة فرحات « مؤسسة النفط عندما عيّن الدبيبة شخصية مقربة من حفتر لرئاسة المؤسسة التي تعد أكثر المؤسسات الليبية أهمية » بن قدارة
وحساسية.

إقرأ أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

أحداث ومناشط قادمة

الأحدث

الأعلى مشاهدة

من معرض الصور