728 x 90

مقال بعنوان: قوى الغرب المبغضة للإسلام تعمل ليل نهار لضربه والقضاء عليه، للكاتب: أحمد المهذب.

مقال بعنوان: قوى الغرب المبغضة للإسلام تعمل ليل نهار لضربه والقضاء عليه،  للكاتب: أحمد المهذب.

قوى الغرب المبغضة للإسلام

تعمل ليل نهار لضربه والقضاء عليه

أحمد المهذب

۩ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ ۩ هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ ۩ (التوبة: 32-33)

الصراع بين الحقّ الموافق لفطرة الإنسان، والباطل ِالذي تمليه غرائز وشهوات الظالمين، ورغَبات المتكبرين في الأرض- سنّةٌ من سُنن الله في هذه الأرض؛ إذ اقتضت حكمة الله -تعالى- أن يجعل الصراع والتدافع بين الناس من عوامل ظهور الحقّ والخير، وانهزام الباطل والشرّ، قال الله -تعالى- : ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍۢ لَّفَسَدَتِ ٱلْأَرْضُ ( البقرة : 251) فبعد أن خاض الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-، وصحابته الكرام صراعاً عقائدياًّ مع عقائد الجاهلية، وفكريًّا مع أفكار الكفر التي كانت مسيطرة يومئذ على مجتمع مكّة، وعلى غيره من المجتمعات، وخاض  كفاحاً سياسيّاً مع المشركين والكفار؛ لكي يتبنّوا ما جاء به، ويعتنقوا الدّين الجديد، ويقبلوا حلوله لمشاكل الحياة كلِّها، ويخلَعوا، وينسلخوا من الجاهلية التي يعيشون فيها ولها، واستمرَّ هذا الصراع الفكري حتّى بعد الهجرة، ونشوء الدولة الإسلامية في المدينة حاملة الإسلامَ، رسالةَ خير وهدى للناس كافّة، ثمّ بدأ الصراع الدمويّ مع المشركين واليهود، وكذلك في بلاد الشام مع الرّوم النصارى، و الفرس المجوس في ما وراء النهرين، واستمرّ الصراع والكيد للمسلمين والاسلام على مرّ العصور، أحياناً بالأعمال المادّية الحربية -كما فعل المغول، والصليبيون، وكفّار الإفرنج الأسبان-، وأحيانا أخرى بالأعمال الفكرية والثقافية، متّخذين أسلوب الكذب، والدسّ، والتشكيك، كما ظهر ذلك جلياًّ عند الزنادقة، والمبشّرين، والمستشرقين، محاولين زعزعة الثقة بالإسلام، ودولته التي تحمله إلى العالم، معتمدين على حالة الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام، حتى إنّ الجيل الحاضر في العصور المتأخّرة لم يعِ ضرورة وجود الدولة الإسلامية التي تطبّق الإسلام، فقد عاشوا في أواخر الدولة العثمانية التي أجهز عليها الغرب، فقد رأوا بقايا دولة فيها بقايا حكم إسلامي.

ففي الحرب العالمية الأولى كان لهم ما أرادوا فأجهزوا على دولة الخلافة العثمانية، ومزّقوا البلاد الإسلامية إلى عشرات المِزق، وأسموها دولاً مستقلة، وبذروا فيها بذور الفتن، وزرعوا فيها الأفكار الفاسدة المناقضة للإسلام من قبلية منتنة، ووطنية منحطة، وقومية ضيّقة، أقاموا عليها أحزاباً، وتكتلات فاسدة، لا تصلح هذه الأفكار جميعها للربط بين البشر، بل تُوجِد الصراع على الزعامة، كما روّجوا للأفكار التي بنيت على المصالح الآنية المتغيّرة، والتي لا تربط إلّا أصحاب المصلحة الواحدة، فهي تبعث على الصراع على المصلحة، وتنتهي بانتهاء المصلحة، فروّجوا ( نحن نتّبع المصلحة، ولا شيء غير المصلحة).

هذه أفكار الغرب التي بثّها في الأمّة على مراحل طويلة من الزمن، وعمل حثيثاً على تركيز عقيدة “فصل الدين عن الحياة”، وبالتالي فصله عن الدولة والمجتمع، ونجحوا في ذلك، ثمّ انطلقوا لزرع لوثات جديدة في المجتمع،  كأفكار المثلية، والجندرة؛ إمعاناً في تمزيق المجتمع، وضرب ما تبقى فيه من قيم مرتبطة بالإسلام، (كمؤسسة الأسرة)، ولم يقفوا عند هذا الحدّ، بل طرحوا فكرة ” وحدة الأديان، واعتمدوا فيها على مقولة “حوار الأديان”، ونجحوا في استقطاب جملة من أدعياء الثقافة والفكر من أمثال بعض مشايخ الأزهر، وقاموا بإبراز بعض الشخوص التي عليها مسوح الإسلام في بلاد الشام، ومصر، وتونس، والمغرب، تحت عناوين برّاقة ظاهرها الرحمة، وباطنها العذاب من أمثال: “الديانة الإبراهمية” كدين جديد؛ لإخراج الناس من دين الإسلام، وكذلك إمعاناً في تمزيق الأمّة الإسلامية، وأطلقوا جمعيات ممولة تحت عنوان: “منظمات المجتمع المدني”، تدعوا إلى حرّيّة المرأة، وحرّية الطفل، وأفكار الشذوذ، كأمراض محميّة في المجتمع بقوانين فرضوها بمؤسسات تشريعية عميلة لهم، غير أنّ هذا استفزّ شرائحَ مخلصةً في البلاد الإسلامية، أظهرت الأفكار الإسلامية، والأحكام الشرعية التي تعالج المسائل الحاصلة في المجتمعات، مظهرين ضرورة العمل الجادّ؛ لإعادة تطبيق الإسلام، بإيجاد الدولة الإسلامية في البلاد الإسلامية؛ لمواجهة الغرب، ومكره، وأعماله المادية الحربية التي يخوضها  في بلاد المسلمين، ومنها ما هو حاصل اليوم في فلسطين من عمليات إبادة للمسلمين في غزة، وفلسطين، ومحاولات حثيثة لَحرفِ ثورة الشام عن وجهتها الصحيحة، وإبدالها بنظام علماني جديد في ثوب يشبه النظام التركي الحالي، وقد كان هذا هو عمل دول الغرب مع كل ثورات الربيع العربي في البلاد العربية، للحيلولة دون رجوعها إلى الإسلام، غير أنّنا نؤمن إيماناً جازماً بأنّ الله ناصرُ دينه، ومحقّق وعده الذي أخبرنا به في كتابه في آيات عدّة، منها قولُه -تعالى-:  ﴿وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (الإسراء : 7 )، وقولُ نبيّه -عليه أفضل الصلاة والسلام- في أحاديث كثيرة، منها قوله: “ تكون النبوّة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثمّ يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثمّ تكون خلافة على منهاج النبوّة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثمّ يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثمّ تكون ملكا عاضّا، فيكون ما شاء الله أن تكون، ثمّ يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثمّ تكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثمّ يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة. ثمّ سكت”

إقرأ أيضًا

أحداث ومناشط قادمة

الأحدث

الأعلى مشاهدة

من معرض الصور