إسرائيل وتهجير الغزيين الى دول مجاورة.. الفكرة والطموح الصهيوني
محمد خليفة صديق
في مقال ليوسي يهوشع بصحيفة “يديعوت أحرونوت”بعنوان: مبادرة ترامب نقل غزيين الى دول مجاورة – مصلحة اسرائيلية، تناول المقال إفادة لمصدر رفيع المستوى في هيئة الأركان تحدث عن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “نقل اكثر من مليون فلسطيني من غزة الى دول مجاورة، في مقابلة مع “يديعوت أحرونوت” بأن هذه فكرة ممتازة. ونحن الآن في وضعية جد مركبة؛ فالذراع العسكري لحماس فيها لم يهزم بعد، وكذا أيضا الذراع السلطوي، “الى أن تحدث ترامب عن هذا، مشيرا إلى أنه في إسرائيل يأخذون الانطباع بأن الأمريكيين جادين في الموضوع، وأن هذه التصريحات والوعود ليست ارتجالا من ترامب.
وتناول المقال تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أن إبعاد وتهجير الشعب الفلسطيني هو عمل ظالم لن تشارك القاهرة فيه”، وأن مصر لن تسمح باقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وأن ذلك له تأثيره السالب على الأمن القومي المصري، ومصر لن تساوم أبدا على الموقف التاريخي لمصر في القضية الفلسطينية”. وكذلك تصريحاته بأن مصر قد حذرت في بداية الحرب من أن الهدف هو جعل الحياة في قطاع غزة متعذرة كي ينزح الفلسطينيون، وأنه توجد حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، والرأي العام المصري، العربي والدولي يعتقد أن هناك ظلم تاريخي ضد الشعب الفلسطيني على مدى 70 سنة، ولابد من التنفيذ الكامل لوقف اطلاق النار في غزة.
وحول إدارة الحرب في المنطقة قال المصدر رفيع المستوى في هيئة الأركان أيضا: “نحن نعمل بعنف لكن المسألة الإنسانية، الأسرى والمفقودين وقيود المساعدة الامريكية تطلبت منا توافقات قاسية، علينا أن نسأل أنفسنا الى أين سيقودنا ما نقوم به حاليا.؟، وقال: الضفة الغربية هي الحدث الذي أمامنا، وهي حدث ضخم ونحن نفهم هذا جيدا، نحن نعمل بعنف في طولكرم وفي جنين، ومستمرون بهذه الوتيرة، الجبهة هناك معقدة أكثر باضعاف، ونحن نعمل هناك بشكل مختلف ، وحماس هي العدو في الضفة والأجهزة تساعدنا، وتساءل المصدر: من قال أن هذا الوضع سيستمر، ومن قال بأن حماس
حرب وفتح سلام؟ ، سبق أن شهدنا مفاجأة استراتيجية واحدة في 7 أكتوبر في غزة، ولا يمكننا أن نقبل بأن يحصل هذا مرة أخرى في الضفة.
يلفت الكاتب إلى دعوة المصدر الرفيع لأن يتم الاستماع جيدا لتحذيرات رئيس الأركان الاسرائيلي الفريق هرتسي هليفي حول النقص في المقاتلين في الجبهات كافة، وضرورة أن يتم الاسراع في تشريع قانون تجنيد يجلب مزيدا من اليهود (الحريديم) الى الجيش، وأن يتم تمديد الخدمة الإلزامية، مشيرا إلى ضرورة تذكر الخطاب الشهير في 2021 لنائب رئيس الأركان في حينه ايال زمير الذي حذر فيه من أن الجيش الصهيوني بحاجة الى كتلة حرجة من المقاتلين، في ظل النقص الخطير الذي وصلت اليه إسرائيل في 7 أكتوبر، كما أنه ومنذ أكثر من سنة ورئيس الأركان يصرح بأنه ينقصه ما لا يقل عن عشرة آلاف جندي، بينما الجانب السياسي لا يسمع.
في مقال آخر في شأن تهجير الغزيين بعنوان: مصر القلقة، كتبه ميخائيل هراري، من صحيفة “معاريف” ، قال فيه أن انهيار نظام الأسد استقبل بالإيجاب في الساحة الإقليمية والدولية، رغم الخلفية الإسلامية الراديكالية لرجال النظام الجديد، بينما تحفظت مصر على التغيير، حيث لم يسارع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لزيارة دمشق واكتفى بمكالمة هاتفية مع نظيره السوري الجديد، وذلك بعد أكثر من شهر من انهيار نظام الأسد، وظل الإعلام المصري يتخذ خطا منضبطا وحذرا، وأحيانا حتى معاديا، تجاه النظام الجديد.
يرى الكاتب أن هناك بضعة عوامل أساسية تقبع في أساس الحذر والتخوف في القاهرة. أولا، الصعود الى الحكم لجماعة إسلامية أصولية، قاتلت حتى وقت غير بعيد في صفوف القاعدة، حيث تتخوف القاهرة من تشجيع ما حدث في دمشق لتيار الإسلام السياسي في المنطقة عامة وفي مصر خاصة، حيث رأى الكاتب أن حركة الاخوان المسلمين متجذرة عميقا في المجتمع المصري رغم أن يد السيسي قاسية تجاهها، والمخاوف من عودة رياح الربيع العربي التي رفعت الى الحكم التيار الإسلامي.
ولفت الكاتب إلى أن مشاركة مصر بشكل نشط في مساعي الوساطة لوقف النار في غزة جعلها تنظر بالإيجاب إلى الاتفاق، ورأى أن القاهرة في أشهر الحرب الطويلة أدارت سياسة كانت مريحة لإسرائيل،
رغم النقد الحاد الذي وجهته لإسرائيل في عدة مسائل، وعضد الكاتب الافتراض القائل بأن الاعتراض الإسرائيلي على إعطاء دور للسلطة الفلسطينية والامكانية المعقولة لأن ترمم حماس قوتها في القطاع لا تخدم المصلحة المصرية، واعتبر أن المكانة الإقليمية لمصر ضعفت كثيرا منذ الربيع العربي، وعقب الأزمة الاقتصادية في الدولة، وانتقلت مراكز الاهتمام إلى الخليج، في ظل احتمالات صفقة إسرائيلية – سعودية ستعطي هذا تعبيرا دراماتيكيا.
ختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الضعف المصري، الداخلي والاقليمي، لا يخدم المصلحة الإسرائيلية. ومن المهم بحسب الكاتب أن يفهم الجميع أن السلام الإسرائيلي – المصري هو حجر زاوية لعموم التطورات الإقليمية منذ التوقيع عليه، ومصر لا تزال هي الدولة العربية الأهم، رغم ضعفها الآن.